أسئلة المغرب الراهن، دراسات جامعة شاملة، تدخل في نسق الكتابات الجادة والرصينة التي عودنا عليها الكاتب محمد أديب السلاوي، جامعة لكونها ترتكز على المستجدات المتعلقة بمواضيع الساعة في المغرب الحديث، بدءا بمعادلة المشاركة والعزوف في الانتخابات النيابية لعام 2007، وواقع الأحزاب السياسية بماله وما عليه، مرورا بالإجابة على أسئلة السياسيين والأكاديميين، ورجال الصحافة، عن الإصلاحات وماهيتها، والتغيير وأدواته، سبر فيها الكاتب أغوار خطاب الأزمة وتجلياته، متعمقا في مكوناته، ورابطا بين عناصر المواطنة والحرية، والتناوب في زمن العولمة، وعولمة التواصل، ولم ينس المؤلف في كل ذلك جذور الأزمة التعليمية والتربوية، محللا بأسلوب العارف المتمكن، الإشكالات المترابطة بين عناصرها، ساعيا إلى إظهار صورة المدرسة الوطنية بكل دقائقها، ومدرسة العولمة، وعولمة المدرسة. إن دراسات أسئلة المغرب الراهن شاملة لكونها تطرقت لكل ما يهم الساحة السياسية بشاذتها وفاذتها مذكرا بها، محللا إياها تحليلا موضوعيا، معتمدا في ذلك على آخر الإحصائيات الرسمية، واستطلاعات الرأي المنجزة، والدراسات العلمية الأكاديمية، والواقع أن مقاربات هذا الكتاب، حلقات مترابطة الأوصال، متماسكة الأجزاء، تشمل في مجموعها موسوعة تقدم للقارئ الكثير من الإجابات عن الأسئلة التي أرقت غير قليل من رجالات الفكر والسياسة، واستوعبت اهتماماتهم وانشغالاتهم.
المبدع محمد أديب السلاوي كاتب يسحرك بأسلوبه الفياض، ويجتذبك إليه بطروحاته المنهجية، وهو يسلك بك سبلا متماسكة لإقناعك بما يقدمه إليك من أرقام ناطقة، ومفارقات ملموسة، في لطف ولين ويسر إبداع! همه الإمساك بخيوط الحقيقة، والمزج بينها مزجا فلسفيا. أسئلة المغرب الراهن، مقاربات سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وتربوية، وملامسات للواقع المتطور في أفق القرن الواحد والعشرين، الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة، لابد فيه للأجيال الصاعدة من مسايرة ما يعرفه من تقدم تكنولوجي، وسرعة في التواصل، ونهوض في النمو، وسلوك ديمقراطي رفيع، إن الكاتب يدق ناقوسا أدبيا ذا رنات فريدة، منبها لتسريع وثيرة مسايرة العصر بكل ما يحمله في طياته كل يوم من مفاجئات علمية، ونهوض فكري وتفوق علني، يدعو في طيات كتابه كما يستكشف القارئ ذلك بنفسه، إلى معاصرة مبنية على أسس علمية، مستندة على أصالة، لا إفراط فيها ولا تفريط ولا مهاترة ولا مبالغة.
تعليقات:
